وفيها فتح قتيبة بن مسلم، رحمه الله تعالى، كاشجر من أرض الصين، وبعث إلى ملك الصين رسلا يتهدده ويتوعده ويقسم بالله لا يرجع حتى يطأ بلاده ويختم ملوكهم وأشرافهم، ويأخذ الجزية منهم أو يدخلوا فى الإسلام.
هكذا كان المسلمون قصة قتيبة بن مسلم الباهلي مع ملك الصين
أنطلق قتيبة بن مسلم الباهلي في غزوه حتى وصل إلى بلاد المسلمين. أنطلق من بغداد ولم يقف إلا عند أسوار الصين. فتح بلاد المسلمين كلها ودخلت أسيا في الأسلام دولة خلف دولة، فلما وقف عند أبواب الصين وكانت الصين منيعة حصينة وهم من أقوى أقوام الأرض ولايعرفون من هم العرب أصلا وليس للعرب عندهم شأن. فلا حضارة ولاتاريخ ولا مجد.
فلما وقفت الجيوش عند تلك الأسوار العظيمة، أرسل ملك الصين لهم وقال: ليأتينا مندب منكم لنرى ماذا تريدون.
ولم يكن المسلمون حينها كثرة، بل كانوا قلة قليلة مقارنة بالصين الذين هم ألوف مؤلفة.
فلما قالوا لقتيبة إن ملك الصين يريد وفد من عندنا ليذهب أليه، فأرسل عدد من الرجال ويقال أنه أرسل عشرة من الرجال وعلى رأسهم تابع أسمه (الأقلوبي) وأنطلقوا إلى ملك الصين وكانوا قد أعدوا خطة مسبقة.
فقد جاؤوه في اليوم الأول وهم يلبسون ثياب بيضاء جميلة. فلما شاهدهم الملك لم ينظر أليهم ولم يكلمهم ثم أنصرفوا.
فقال الملك لمن معه: مارأيكم بهم؟ فقالوا: إن كان الذين خلفهم مثلهم فلاخوف علينا. وفي اليوم التالي دخلوا عليه فإذا بهم قد لبسوا العمائم وقد تهيبوا في لبسهم. فلما دخلوا أختلفت الوجوه ثم أنصرفوا ولم يتكلموا مع الملك.
فسأل الملك حاشيته، مارأيكم؟ قالوا أنهم اليوم مختلفون فأنهم ليسوا كما دخلوا علينا بالأمس.
فلما كان اليوم الثالث لبسوا لباس الحرب. ومن المعروف أن العربي إذا لبس لباس الحرب فإنك ترى الموت في عينيه، ودخلوا بسيوفهم ورماحهم ودروعهم حتى وقفوا عند الملك، وما إن شاهدهم الملك حتى هابهم.وسأل الملك الحاشية عندما خرجوا عن ماشاهدوه. قالوا: رأينا المنايا تحملها المطايا، وهنا طلب ملك الصين أن يرى رئيس الوفد، فدخل عليه رئيس البعثة. فقال ملك الصين ماحالكم في اليوم الأول والثاني والثالث؟
فأجاب رئيس الوفد: أما باليوم الأول: فأتيناك بلباسنا الذي نلبسه بين أهلنا وأحبابنا. وأما في اليوم الثاني: فأتيناك بلباسنا عندما نأتي حكامنا وقادتنا. وأما في اليوم الثالث: فأتيناك بلباس النصر أو الموت.
فتعحب الملك وقال ماذا تريدون، قال إن قائدنا قدأقسم ألا يرجع إلا بعد أن يدوس أرضكم ويختم على رقاب ملوككم وتدفعوا لنا الجزية وأنتم صاغرون.
هنا تتجلى مواقف العزة والشجاعة، فمن يتكلم مع من.
ولكنه المؤمن عندما يرتبط قلبه بالله.
هنا ضحك الملك وقال: إن لم ترجعوا لأحرقنكم عن بكرة أبيكم، فما كان رد رئيس البعثة إلا أن قال: فكيف لك إن جئناك بجيش أوله عند بابك وأخره في منابع الزيتون في فلسطين. فكل من خلفي هم جيش واحد.
هكذا تكون عزة المؤمن عندما يرتبط قلبه بالله.
هنا خاف الملك وعلم أنه الحق، وقال ماذا يريد ملككم؟
فكرروا له الأجابة نفسها.
فقال الملك: أحضروا له صحون من ذهب وضعوا فيها شئ من تراب الصين فليبر قائدكم بقسمه. وأرسلوا له بعض غلماننا ليختم على رقابهم، ثم قال الملك: وما الأمر الثالث:
قالوا: تدفعوا الجزية وأنتم صاغرون. وهذا ماحدث فقد استمرت الصين بدفع الجزية للأمة الأسلامية سنين طوال.
فأي عز هذا؟
أما اليوم فنحن كغثاء السيل كما قال فينا رسولنا صلى الله عليه وسلم.
ولكن نحن أمة تمرض ولاتموت ولانفقد الأمل بالله فكم من حروب نصرنا بها الله ونحن قلة.
ومن المواقف التي تروى عن هذا البطل، أن قتيبة كان قد فتح مدينة أسمها بيكند وكان قد فتحها صلحا وولى عليها واليا مسلما وترك فيها بعض المسلمين يعلمون الناس أمور دينهم. فلما رحل قتيبة عن المدينة نقض أهلها الصلح فقتلوا الوالي المسلم ومثلوا ببقية المسلمين، فلما وصل الخبر إلى قتيبة وكان وقتها يحاصر مدينة أخرى، انطلق مسرعا إلى المدينة وحاصرها شهرا فهدم أسوارها ودب الرعب ببن أهلها وعندما حاول سكانها الصلح مرة أخرى رفض وقال: والله لاألدغ من جحر مرتين ولأعملن السيف.
فقتل المقاتلين وغنم الأولاد والأموال. والعجيب بالأمر أن الرجل الذي كان وراء تحريض أهل هذه المدينة كان تاجر حرير وقد وقع بالأسر، ولما حاول أن يفتدي نفسه بالف ثوب من الحرير وثمنها ألف ألف دينار، فشار على قتيبة بعض قادة الجيش أن يقبل هذا العرض. فرض قتيبة وقال: والله لايروع مسلم منك بعد اليوم، فأمر بقطع عنقه.
وأخيرا:
من لم يقوم بالكتاب في الكتائب يرتع
فتح الصين,تراب الصين,أدوس تراب الصين,أدعس تراب الصين,التراب في ذهب,معركة الصين,قتيبة وملك الصين,ملك الصين والمسلمين,من هو قائد معركة فتح الصين,معركة الصين مع المسلمين,دخول الصين,الجزية الصين,قتيبة بن مسلم الباهلي,القائد قتيبة,ملك الصين والجزية,المسلمين و معركة الصين,معركة الصين وع الاسلام,من قائد معركة الصين,من فاتح الصين,فتح بلاد الصين,العرب المسلمون في الصين,عزة الاسلام في الصين,قوة الاسلام في الصين,كيف دخلت الصين الاسلام